فضاء حر

العودة الي المستقبل

يمنات
ويأبي التونسيون إلا ان يعودوا إلى المستقبل.
المستقبل الذي وضع خطوطه الأساسية الاب المؤسس “الحبيب بورقيبة”.
كان بورقيبة الزعيم العربي الوحيد الذي ركز على اصلاح العقول و الضمائر الي جانب التنمية الاقتصادية والبناء.
رفض ان يستمر التونسيون في نقل قيم العصور الوسطي البائدة وربطهم بقيم العصر الحديث..
اقر العلمانية وحرية العقيدة بصراحة ولا مواربة..
رفض التفرقة بين المواطنين علي أساس الجنس او الدين، واقر المساواة الكاملة والمطلقة بين الرجل والمرأة وبين المسلم وغير المسلم على اساس وحيد هو “المواطنة”.
اعاد تأسيس التفكير الديني علي اساس عقلي يربط التدين بروح العصر، وعلي هذا الاساس بني موقفه من الحجاب والصيام والتعدد..
لم يحاول تسييس الجيش وظلت تونس من بين البلدان العربية القليلة التي لم تشهد انقلابات عسكرية او عسكرة للحياة العامة..
حشد المجتمع التونسي حول البناء والإنتاج ورفض اي عائق ثقافي قد يقف في طريق ذلك..
كانت البورقيبية ثورة ثقافية ضد قيم القبيلة والطائفة وعصر الانحطاط وهذا ما ميزها عن غيرها من التجارب العربية التي ركزت علي السياسي وتركت الثقافي لسيطرة القديم والموروث.
اعاد التونسيون الاعتبار للبورقيبية بعد ان بدأت حملة شرسة لتشويهها..
اصر التونسيون علي مدنية تونس بعد ان حاول البعض شحنها بالبغضاء الدينية والمذهبية..
لكن التونسيون وهم يعودون لتجربة الأب لا يتوانون عن تصحيح اخطاءها…
كان بورقيبه مستبدا سحق كل معارضيه، لكنهم يعيدون تأسيس التحربة علي اساس ديمقراطي. .يعودون اليها باول انتخابات ديمقراطية وشفافة في تاريخ تونس..
كانت بورقيبة رجل الراي الواحد، لكن أحفاده يؤسسون لحرية كل الآراء. .
استخدمت بورقيبة العنف لفرض بعض آرائه، لكن أحفاده لا يرون للعنف مكانا في طريقهم للمستقبل..
يعود التونسيون الي المستقبل بعد ان اختطفتهم منه ايديولوجيا الاسلمة اربع سنوات..
يؤكدون ان المسلم يمكن ان يتدين ويعيش عصره الجديد دون ان يعاني من ازمة الضمير التي تفرضها اجتهادات العصور القديمة..
يعودون بالدستور العربي الوحيد الذي يقر الحرية والمساواة بلا مراوغة
وبالانتخابات الرئاسية الأكثر شفافية في تاريخ الانتخابات العربية…
وباقتناع تام بضرورة العلمانية و الديمقراطية والحرية حتي من قبل الإسلاميين أنفسهم…
وبنية حقيقية لمخاربة الارهاب بعد ان قضوا علي اول واهم مصادر الارهاب: تسييس الدين وتديين السياسة..
مبروك لتونس ديمقراطيتها وضميرها الحر..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى